الأحد، 29 يونيو 2014

هل الكون محدود او لانهائـي؟واذا كان محدوداً فماهي حدوده ؟

 هل الكون محدود او لانهائـي؟واذا كان محدوداً فماهي حدوده ؟
عليك أن تعلم أيها السائل:
 بأن أمر الصلاة تلقاهُ مُحمد رسول الله مُباشرةً بالتكليم من وراء الحجاب ليلة الإسراء إلى المسجد الأقصى والمعراج إلى سدرة المُنتهى ليُريه الله من آياته الكُبرى بعين اليقين، بالعلم لا بالحُلم، وكذلك مر بأصحاب النار الذين يدخلونها بغير حساب قبل يوم الحساب من شياطين الجن والإنس، وكذلك الذين تأخذهم العزة بالإثم بعد ما استيقن الحق أنفسهم فأعرضوا عنه وهم يعلمون أنه الحق من ربهم، أولئك يدخلون النار بغير حساب قبل يوم الحساب، ويوم الحساب يُدخلون أشدُّ العذاب.
وقد مر مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأصحاب النار في طريقه ليلة الإسراء بجسده وروحه فشاهد أصحاب النار بعين اليقين عِلماً وليس حُلماً، بل أُسري به بقدرة الله الواحد القهار تصديقاً لقول الله تعالى في كتابه القُرآن العظيم:
{ وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ ﴿٩٥﴾ }
 صدق الله العظيم [المؤمنون]
وكان ذلك برغم المسافة العُظمى بين الثرى وسدرة المُنتهى والتي جعلها الله مُنتهى المعراج للمخلوق وما بعدها الخالق، وتلك الشجرة المُباركة لا شرقية ولا غربية نظراً لأنها تُحيط بعرش الملكوت كُله شرقاً وغرباً.ولو كانت شرقية لعلمنا أنها صغيرةُ الحجم، نظراً لتواجدها في مكان بناحية الشرق، ولو كانت غربية لرأينا الأمر كذلك. وبرغم جهة المشارق وجهة المغارب فلو كانت صغيرة لكانت إما شرقية وإما غربية، ولكنا وجدناها في القُرآن بأنها ليست شرقية وليست غربية.ومن ثم بحثنا عن هذا الشجرة المُباركة وعن سرها وموقعها فوجدناها هي العرش الأعظم والمُحيط بالسماوات والأرض، بل وتحيط بالجنة التي عرضها كعرض السموات والأرض.
وقد يود سائل أن يقول:
 إذا كان الجنة عرضها السماوات والأرض فكم الطول؟ 
ومن ثُمّ نقول:
 ليس للكرة طول بل عرض. والكون كرة وتحيط به أربعة عشر كرة وهُن السماوات السبع والجنة التي عرضها السموات والأرض، وكُل سماء أوسع حجماً من التي قبلها. بمعنى أن السماء الدُنيا هي أصغر السماوات السبع، وهي الطبق الأول فتأتي من بعدها طبق السماء الثانية وهي الدور الثاني، فتكون أكبر حجماً من الأولى، وكُل بناء سماء يحيط بالرقم الأدنى منه إلى أكبر السماوات وهي الرقم سبعة أوسعهن حجماً، وتُحيط السماء السابعة بالسماوات الست جميعاً وهي أوسعهن حجماً،  وذلك معنى قوله تعالى:
{ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ﴿٤٧﴾ }
 صدق الله العظيم [الذاريات]
بمعنى: أن كُل سماء تُحيط بالأدنى منها، فالسماء الأولى تُحيط بها السماء الثانية لأنها أوسع منها حجماً، وكلما ارتفعت في السماوات تجد بنائهن أوسع فأوسع إلى السماء السابعة..ومن ثُمّ يأتي من بعد ذلك كُرة الجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض إلى الأرض الأُم مركز الانفجار الكوني.ومن ثُمّ يأتي من بعد ذلك الشجرة المُباركة والتي تُحيط بما خلق الله أجمعين ومنتهى ما خلقه الله ومنتهى حدود الملكوت الشامل فتحيط بما قد خلق وهي تُحيط بالخلائق، وأعلى منها الخالق يغشى السدرة ما يغشى من نور وجهه تعالى، بل هي علم كبير يُعرف بها موقع الجنة التي هي أقرب شيءٌ إليها.وبما أنا نعلم بأن الجنة عرضها كعرض السماء والأرض ولكنا نجد بأن سدرة المُنتهى أعظمُ حجماً من الجنة التي تُحيط بالسماوات والأرض. وقد وصف الله لكم حجمها في القُرآن العظيم لمن يتدبر ويتفكر. وقال الله تعالى:
 { عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ ﴿١٥﴾ } صدق الله العظيم [النجم]
فإن سألني أحدكم عن بيت فلان فقلت لهُ: الجبل الفُلاني عند بيت فُلان الذي تسأل عنه لقاطعني قائلاً: كيف تجعل الجبل وهو الأكبر علامة للبيت وهو الأصغر!! بل قُل: بيتُ فُلان عند الجبل الفُلاني. فأقول له: صدقت وصدق الله العظيم وقال:
 { عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ } 
وذلك لأن السدرة أكبر حجماً من الجنة التي عرضها كعرض السماء والأرض. أم تضنونها شجرة صغيرة؟ فكيف تكون الجنة عندها وأنتم تعلمون بأن الجنة عرضها السموات والأرض أفلا تتفكرون؟!
بل هي من آيات ربه الكُبرى التي رئاها مُحمد رسول الله في مُنتهى موقع المعراج فتلقى الكلمات من ربه من ورائها، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ } 
صدق الله العظيم [الشورى:51]
وهل تظنون الله كلّم موسى تكليماً في البقعة المُباركة جهرة؟ 
بل من الشجرة المباركة وقربه الله نجياً وموسى عليه الصلاة والسلام في الأرض.
 وقال الله تعالى:
{ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٣٠﴾ }
 صدق الله العظيم [القصص]
ولربما يستغل الضالين هذه الآية فيؤولونها بالباطل، فأما قوله تعالى في شطر الآية الأول فيتكلم عن موقع موسى بأن موقعه في البقعة المُباركة من شاطئ الوادي الأيمن،
 وأما موقع الصوت فهو: 
من الشجرة لذلك قال الله تعالى بأنه كلم موسى من الشجرة وقال سبحانه:
{ نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٣٠﴾ } 
 صدق الله العظيم [القصص]
وأما النار فالحكمة منها إحضار موسى إلى البقعة المُباركة، وهي في الحقيقة نور وليس نار وإنما حسب ظن موسى بأنها ناراً ولكنهُ حين جائها فلم يجدها ناراً بل نورٌ آتي من سدرة المُنتهى، ولكنه لم يرى موسى بأن هذا الضوء آتي من السماء، بل كان يراه جاثماً على الأرض، فأدهش ذلك موسى عليه الصلاة والسلام ومن ثُمّ وضع رجله على ذلك الضوء الجاثم على الأرض فلم يشعر له بحرارة مُستغرباً من هذا الضوء الجاثم على الأرض، فإذا بالصوت يُرحب به من الشجرة (سدرة المُنتهى):
 { نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٨﴾ }
 صدق الله العظيم [النمل]
فأما الذي بورك فهو:
  موسى بعد دخوله دائرة النور التي ظنها ناراً، ومن ثُمّ رأى بأن النور في الحقيقة مُبعث من السماء فرفع رأسه ناظراً لنور ربه 
المُنبعث من سدرة المُنتهى ومن ثُمّ عرّف الله لموسى بأن هذا النور مُنبعث من نور وجهه سُبحانه لذلك قال الله تعالى: 
{ يَا مُوسَىٰ إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٩﴾ }
 صدق الله العظيم [النمل]
وذلك لأن الله نور السماوات والأرض ومن لم يجعل الله لهُ نور فما لهُ من نور، ولا يزال لدينا الكثير من البُرهان لتأويل الحق لهذه الآية والذي يُريد أن يستغلها المسيح الدجال فترون ناراً سحرية لا أساس لها من الصحة. ثم ترونه إنسان في وسطها فيكلمكم، وخسئ عدو الله ولأنه يقول بأنه أنزل هذا القُرآن سوف يعمُد إلى هذه الآية وقد روج لها أوليائه تأويل بالباطل لتمهيد له ولكنا نعلم بأن الله ليس كمثله شيء،
 فلا يُشبه الإنسان وليس كمثله شيء من خلقه في السماوات ولا في الأرض.
 وهيهات هيهات لما يمكرون.. 
وليس الله هو النور بل النور ينبعث من وجهه تعالى علواً كبيراً. 
وقال سُبحانه وتعالى:
 { اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿٣٥﴾ } 
صدق الله العظيم [النور]
فلا تفكروا في ذاته فكيف تتفكروا في شيء ليس كمثله شيء!! 
وتعرفوا على عظمة الله من خلال آياته بين أيديكم ومن فوقكم ومن تحتكم وتفكروا في خلق السماوات والأرض،
 ومن ثُمّ لا تجدون في أنفسكم إلّا التعظيم للخالق العظيم وأعينكم تسيلُ من الدمع مما عرفتم من عظمة الحق سُبحانه ومن ثم تقولون:
{ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ }
 صدق الله العظيم [آل عمران:191]
وأجبرني على بيان ذلك بُرهان حقيقة المعراج لمُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الثراء إلى سدرة المنتهى بالجسد والروح لكي يرى من آيات ربه الكُبرى بعين اليقين ثم يتلقى الوحي مُباشرةً من رب العالمين في فرض الصلوات الخمس التي جعلهُنّ الله الصلة بين العبد والمعبود، من أقامهُنّ أقام الدين ومن هدمهُنّ هدم الدين، فانظروا لجواب أهل النار على المؤمنين السائلين عن سبب دخولهم النار:
{ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ﴿٤٢﴾ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴿٤٣﴾ }
 صدق الله العظيم [المدثر]
---
إمام الأُمة من يكشفُ به الله الغمّة ويوحد به الأُمة والناصر لمُحمد رسول الله والقرآن العظيم والذي جعل الله
 اسمه مواطئ لاسم مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذلك حتى يوافق الاسم الخبر وعنوان الأمر للمهدي المُنتظر الإمام ناصر مُحمد اليماني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق